ماذا لو رفض حمار المشاركة في مسيرة حماس؟

نحن ندرك أن لكل مرحلة ظروفها , وندرك أيضاً أن الحركات السياسية تمر في تقلبات ومطبات هوائية متفاوته , فمنها ما لا يؤثر على مسيرة القبطان , ومنها ما يجبر القبطان على الهبوط الإضطراري , وهذه الحركات السياسية تتفاعل مع كل مرحلة حسب خبرتها السياسية , وتتعاطى مع الأحداث بقناعات الحزب التي تنتمي له تلك الجماعة .

ولندخل في صلب الموضوع , لم افاجأ في الواقع حين سمعت أن حركة حماس الإنقلابية تخطط لمسيرة جل المشاركين فيها من الحيوانات التي تعيش في قطاع غزة ,ولكن سرت في جسدي رعشة من الإستغراب , فأنا أتفهم كيف تقوم حماس من خلال المساجد والبلاغات المتنوعة بدعوة مؤيديها وعناصرها لحشدهم لمسيرة ما , لكن ما كنت أجهله أن حماس قادرة على إجراء إتصالات حتى مع الحيوانات في غزة , فهذه خطوة تحسب لهم كتقدم علمي واضح في هذا المجال , ولكن يبقى السؤال المجهول , كيف استطاعت حماس الإتصال بهذه الحيوانات ؟.

وقبل أن نجيب على هذا التساؤل هنالك سؤال أكثر إلحاحاً من موضوع الإتصالات بين حماس والحيوانات , وهو لماذا قامت حماس بهذا الحشد الجماهيري من الحيوانات ؟ وفي الحقيقة نستطيع أن نستشف من هذه الخطوة المتطورة العديد من الأسباب التي قد تقبع خلف هذه الفكرة , فمنها أن حركة حماس أصبحت مفلسة سياسياً لدرجة أنها باتت تنحدر بتفكيرها حتى وصلت قمة الذكاء الحيواني , وفي تحليل أخر يقول : أن حركة حماس أدركت أن شعبيتها بدأت تتبخر وأصبحت ضحلة حتى كادت تتعرى , فما تدعيه حماس من فكرة هذا الحشد الحيواني في الحقيقة هو مجرد تظليل لا أكثر ولا أقل , فحماس تبرر هذه الخطوة كرسالة ذات مغزى عميق موجه للحكومات العربية والشعوب العربية , على اساس أن الحيوانات في غزة تشعر بحجم الكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار المفروض على القطاع , وحتى لو كانت هذه الفكرة صحيحة , فهي خطوة في قمة الغباء وتنم بالفعل عن فكر حيواني هو من يقود هذه الحركة , فليس من المعقول أن تستعطف شعب أو تحثه على الوقوف إلى جانبك من خلال وصفه بالحيوان , أو إسقاط معنى ضمني بأن الحيوان يشعر أكثر منكم !!. هذه فكرة في غاية السخافة والدناءة وهي ستشكل ضربة قاسية للمشروع الحمساوي على الصعيد الداخلي والعربي.

ومن خلال هذه المعطيات السابقة , أعتقد جازماً أن جمهور حماس بات في عداد الاموات ما عدا الجمهور القصري أو المستفيد مادياً من هذه الحركة , مما إضطرها للإستعانة بالحيوانات لإبراز جماهيريتها في غزة!!!

وعودة لتساؤلنا السابق حول كيفية إتصال حركة حماس بهذه الحيوانات حتى تمكنت من حشدها في شوارع غزة هاتفة بإسم الحركة الحمساوية , فهذا مشهد في الحقيقة لم يشهد له العالم مثيلاً , فكيف تم هذا الإتصال ؟ وكيف تم التنسيق ما بين القيادة الحيوانية وقيادة حركة حماس , وفي أي حضيرة تم هذا الإجتماع والتنسيق .

يبدو أن حركة حماس قد قارب فكرها الفكر الحيواني حتى وصلت بهذا الإنحدار الفكري لمستوى التفكير الحيواني , مما سهل عملية التخاطب فيما بين الطرفين .نعم تحالفت الحيوانات مع حركة حماس , ونعم خرجت هذه الحيوانات هاتفة بإسم هنية وكافة القيادات الحمساوية , ولكن يخالجني سؤال ملح , ماذا لو رفضت إحدى تلك الحيوانات المشاركة في مسيرة التأييد لحركة حماس ؟.

والجواب قرأناه في تجارب سابقة مع حركة حماس , في البداية ستقوم حركة حماس بإصدار بيان سياسي يتهمون فيه ذاك الحيوان بالخيانة العظمى , وسيعتبر هذا الحيوان خارج عن الائتلاف الحمساوي الحيواني ,وقد يتهمونه بالعمالة لصالح العدو الصهيوني , وقد تتسرع حركة حماس وتطلق على هذا الحيوان لقب الكافر , ويصبح شعار حماس في هذه المرحلة , من يقتل حماراً أجره عند الله أكثر من قتل صهيوني , وقد يصفوه بأنه حمار دايتوني , وقد يصفوه بأنه حمار فاسد أكل برسيم فئة كبيرة من الحيوانات التي تعيش في غزة . ولهذا سيتم إعتقال هذا الحمار بتهمة الفساد , وقد تقوم حركة حماس بتسجيل إعترافاته على شريط فيديو وبثه على قناة الجزيرة